من شخص لآخر - شخص من شخص لآخر - شخص

تاريخ المركز الطبي

تاريخ المركز الطبي

إن قرار الجمعية العامة بشأن إقامة دولة يهودية على جزء من أرض إسرائيل ترك الجليل الغربي، بما فيه ثماني مستوطنات يهودية كانت فيه، خارج حدودها وتم فرض حصار على الجليل الغربي على الفور بعد أن تم الإعلان عن الدولة.
ولم تكن المشاكل الصحية تتصدر الأولويات الوطنية، وذلك بسبب حقيقة كون السكان صغيري السن نسبيًا ولم يكونوا بحاجة إلى خدمات طبية خاصة.


وبالرغم من ذلك، كان موضوع الولادة على درجة عالية من التطور، وفي أعقاب الحصار قررت الدكتورة بياتا ديفيدسون أبراموف، التي كانت حاملاً آنذاك، والدكتور إدموند ويدنفلد، الذي كان الطبيب الوحيد في الجليل الغربي بأكمله وبوظيفة جزئية من قبل صندوق المرضى التابع للهستدروت العامة – ارتجال قسم للولادة في نزل على شاطئ نهاريا.


حتى أثناء الحصار أنشأت قيادة الدفاع في نزل آخر في جادة هغعتون في نهاريا قسمًا للجراحة من أجل تقديم العلاج لضحايا المعارك.
وسمي المكان المستشفى العسكري رقم 3 حيث عمل حتى نهاية حرب التحرير وعولج فيه العديد من الجرحى. بعد انتهاء الحرب عقد الجيش العزم على إغلاق المستشفى، إلا أن سكان نهاريا عارضوا ذلك بشدة. وتم وفق اتفاق عقده رئيس المجلس غرشون طتش مع جيش الدفاع نقل المستشفى لسلطة المجلس بما فيه من تجهيزات ومبان.


بدأ الدكتور حاييم شيبا عام 1950، الذي شغل منصب مدير وزارة الصحة، البحث عن سبل لإقامة مستشفيات في سقيفات لكل منطقة جغرافية مسكونة، وفي عام 1952 تم التصديق على ميزانية خاصة لشراء 10 سقيفات لإقامة مستشفى في نهاريا، حتى أنه تم تخصيص قطعة أرض لهذا الغرض. ولكن تم تأجيل تنفيذ المشروع في أعقاب أزمة عصفت بالحكومة وتغيير الوزراء.

في عام 1954، توجهت وزارة الصحة للجنة اليهودية للتوزيع المشترك بطلب لإنشاء مستشفى، حيث لبت هذه اللجنة الطلب وأقامت مؤسسة لعلاج المهاجرين المستضعفين (ملبن)، والذي كان على غرار مؤسسات أخرى في إسرائيل، تم فيها استشفاء الناجين من معسكرات المشردين في أوروبا لتلقي العلاج وإعادة التأهيل. أقيمت 9 سقيفات سويدية وعمل على هذا الشكل حتى بداية سنوات الستين.
في عام 1957، نقلت وزارة الصحة ملكية المستشفى في نهاريا إليها وحولته إلى مستشفى حكومي. تم تقليص الأقسام في ملبن تدريجيًا، وفي 10.6.1962 تم نقل المؤسسة بأسرها إلى وزارة الصحة.

في عام 1967، تم فرض حالة التأهب على المستشفى، على غرار سائر المستشفيات في البلاد استعدادًا لنشوب حرب محتملة، ولكن عند اندلاع الحرب لم يواجه المستشفى عبئًا بشكل خاص وعاد خلال وقت قصير إلى الرتابة العادية.

واصل المستشفى تطوره ونموه وأقيمت فيه خدمات إضافية مثل قسم الأمراض العصبية، قسم تقويم العظام، قسم الخدج، معهد تطور الطفل وغيرها.

دخل المستشفى أثناء حرب الغفران في حالة تأهب فورية من خلال إخلاء أقسام، تأهيل مواقع لاستيعاب المصابين وتجنيد أطباء بدلاً من الأطباء الذين تم تجنيدهم في الجيش.

في عام 1974، هاجم مخربون مدرسة في معالوت وتم نقل الجرحى لمستشفى نهاريا. كان هذا الحادث بمثابة الحادث متعدد الإصابات الأول الذي تعيّن التعامل معه ليس من قبل المستشفى فحسب، وإنما من قبل الجهاز الصحي بشكل عام أيضًا.

وقد واجهت نهاريا والجليل من حينها عشرات من حالات التسلل، الأعمال الإرهابية، أطلاق صواريخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية من جهة الحدود القريبة. نظرا لقرب المستشفى من الحدود اللبنانية، تعلم الطاقم الاستعداد بسرعة والعمل في ظل ظروف الطوارئ، وقد اعتمد المستشفى منذ عام 1982، مع اندلاع حرب لبنان الأولى، إجراءات عمل كمستشفى خط المواجهة الأمامي.
إلى جانب إجراءات العمل هذه وإنشاء قسم الجراحة الجديد في عام 2003، تم بناء مكان الاستشفاء الأول من نوعه في البلاد تحت الأرض حيث أصبح متوفرًا لتقديم خدماته للمواطنين، المرضى والطاقم خلال 33 يومًا من حرب لبنان الثانية في عام 2006, واستقبل المستشفى خلال تلك الحرب العدد الأكبر من الإصابات، سواء من المدنيين أو من الجنود. وكان هنالك 300 جندي من بين 1,872 مصابًا.


بذل المستشفى جهودًا حثيثة في استيعاب المهاجرين والعمل مع يهود الشتات. وكان من بين الأوائل الذين وفر دورات استكمال للممرضات القادمات من أثيوبيا. وكذلك تم توفير دورات إعداد للأطباء القادمين للبلاد لامتحانات الترخيص ولتعلم اللغة العبرية.
تطور المستشفى ونما مع الوقت ليحتل المكان الأول في مجالات عدة.


اعتمد المستشفى منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي خططًا لإدارة الجودة الشاملة (TQM) في جميع أقسامه، وكان المستشفى الأول والوحيد الذي تم ترخيصه عام 1996 من قبل معهد المعايير الإسرائيلي بالنسبة للمعاييرISO 9002، وحاز عام 1995 على الجائزة الوطنية للجودة في القطاع العام على اسم اسحق رابين، في مجال الرعاية الصحية.
وفي عام 1996 أحرز المرتبة الأولى في منافسة "مستشفى جميل في إسرائيل جميلة" وحصل عام 2009 على الجائزة الوطنية للجودة والتفوق على اسم المرحوم اسحق رابين نظرًا لتفوقه في إدارة الإجراءات في مسار المنظمات الصحية.